Monday, 1 October 2018

mahfudzot kelas 3 ( 1 )


1
أوصى عَلِيُ اْبنُ أَبيِ طَـالِبٍ ِلاْبنِهِ حَسَـن 
المتوفى  سنة 40 هـ

يَابُنَيَّ اِحْفَظْ عَنِّي أَرْبَعًا وَأَرْبَعًا لاَ يَضُرُّكَ مَـاعَمِلْتَ مَعَهُنَّ:
أَغْـنىَ الغِنىَ العَقْلُ وَأَكْبَرُ الفَقْـرِ الحُمْقُ وَأَوْحَشُ الوَحْشَةِ العُجْبُ وَأَكْبَـرُ الحَسَبِ حُسْنُ الخُلُـقِ.
يَابُنَيَّ,
إِيَّـاكَ وَمُصَادَقَةَ الأَحْمَقِ فَإِنَّهُ يُرِيْـدُ أَنْ يَنْفَعَكَ فَيَضُرُّكَ
إِيَّـاكَ وَمُصَادَقَةَ البَخِيْلِ فَإِنَّهُ يُبْعِدُ عَنْكَ أَحْوَجَ مَـاتَكُوْنُ إِلَيْهِ
وَإِيَّـاكَ وَمُصَادَقَةَ الفَـاجِرِ فَإِنَّهُ يَبِيْعُكَ بَِالتَّـافِهِ
وَإِيَّـاكَ وَمُصَادَقَةَ الكَذَّابِ فَإِنَّهُ كاَلسَّرَّابِ يُقْرِبُ عَلَيْكَ البَعِيْدَ وَيُبْعِدُ عَلَيْكَ القَـرِيْبَ

المفردات:
أوحش
: أشد إنفرارا        
إياك ومصادقة
: ابتعد عن مصادقة
التافه 
: الحقير اليسير
الحسب
: شرف الأصل
السراب       
: ما يشاهد في أثناء النهار كأنّه ماء وهو ليس بماء
الحمق
: قلة العقل وسوء التصرف

الشرح:
1.   يابني يجب عليك أن تحفظ عني وصايا أربعا وأربعا أخرى, وإذا عملت ذلك فلا تقع في ضرر. أما الأربع الأولى فهي:
أغنى الغنى العقل أي أنفع الأشياء وأكثرها فائدة لك هو العقل وهو الّذي يميز بين الإنسان وغيره. فعليك أن تحفظ عقلك للتدبر في خلق الله وعجائبه وأن تفكر لأجل سلامتك ولأجل سعادتك في الحياة.
2.   وأكبر الفقر الحمق أي أشدّ الأشياء ضررا في حياة الإنسان هو الجهالة فكان المتّصف بها لا يستطيع أن يفرّق بين النافع والضارّ ولا يدري ماالواجب عليه أن يعمله وماالذي يلزمه أن يتركه فوقع كثيرا في ضرر. لذلك يجب عليك الاجتناب عن الجهالة المضرّة لحياة الإنسان.
3.   وأوحش الوحشة العجب أي أقبح ما يتّصف به الإنسان إعجابه بنفسه فإن الّذي يتعجّب بمهارته أو عظمته أو كفاءته أو غير ذلك سيقع في خيبة و فشل من حيث لا يدري ماالّذي سيقع عليه من الضرر.
4.   وأكبر الحسب حسن الخلق أي أن السبب الوحيد الذي يؤدي إلى شرف الإنسان وعلوّ مرتبته هو حسن الخلق دون غيره.
    لذلك يلزمك أن تحسن أخلاقك بين الناس وأن تتّصف وتتزيّن بالمروؤة الحسنة وبالعادات المحمودة لأن قيمة كلّ امرئٍ بحسن أخلاقه وآدابه.

فأما وصاياه الأربع الأخرى فكمايلي:
1.   إيّاك ومصادقة الأحمق أي عليك أن تبتعد عن مصاحبة الغبي الأحمق لأن هذه المصاحبة تؤدي إلى ضررك في حياتك لأن الأحمق يريد أن يأتيك بالمنافع لكنه بحماقته وجهالته لايأتيك بالمنافع بل يأتيك بالمضرّات والمشقّات.
2.   إيّاك ومصادقة البخيل أي عليك أن تترك مصاحبة البخيل وهو الذي لا يريد أن يساعدك بمال أو فكر أو شيء آخر لأنك إذا صاحبته فلا يفيدك شيئا بل يبعد عنك كل ما تحتاج إليه فلا تستطيع الوصول إلى مقاصدك.
3.   إياك ومصادقة الفاجر أي عليك أن تبتعد عن الفاجر وهو الذي يتعود بارتكاب الجرائم كثيرا, لأنك إذا صاحبته أو عاشرته فأنت ستقع معه في سوء عواقب أعماله فتسقط من مرتبتك إلى هوة الدناءة.
4.   وإياك ومصادقة الكذاب أي إذا أردت أن تبلغ آمالك فعليك أن تجتنب في حياتك عن مصاحبة الكذاب وألاّ تصدق كلامه ألا تعتمد على وعده, فإنه يحب أن يعدك كثيرا فيخالفه ويتكلّم كلاما يخالف الواقع. وإذا صدقته واعتمدت عليه وقعت في ضرر لأنه يظهر لك أنه يريد أن يساعدك للوصول إلى آمالك ولكن الواقع أنه يمنعك عن الوصول إلى رجائك القريب.

الخلاصة:
يقول علي رضي الله عنه لاِبنه الحسن ناصحا:
غِنى الإنسان في عقله. وفقره في قلة عقله. كبره وتعاليه على الناس يصرف الناس عنه, والإنسان يفضل غيره بحسن خلقه لا بشرف أصله.
لا تصادق الجاهل لأنه يضربك من حيث يريد أن ينفعك ولا تصادق البخيل لأنه لا ينفعك بل يبتعد عنك في وقت شدتك.
ولا تصادق الإنسان الذي يعصي الله لأنه يدوس مصلحتك ونظير شيء تافه. ولا تصادق الكذاب لأنه يضر ولا ينفع.[1]


Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More